رسالة الى مسيلمة الكذاب ---------------------- نَمْ يابنَ كَبْشَةَ في الثرى بأمانْ أحفادُكَ انتصروا على العُرْبانْ بلِّغْ لما قد حققوا لسجاحْ وبني حنيفةَ تَعقدُ الأفراحْ ماضلَّ إسلامٌ ولا إيمانْ فرَعِيَّةٌ تعبتْ من الرُعْيانْ وكباشُها باتتْ كما الخِرفانْ وجميعها قد قُدِّمتْ قُربانْ في مذبحِ الكهنوت للأصنامْ *** هَبَنَّقةْ يُفسرُ القرأنْ لأنَّه في فقهه علَّامْ فحلَّ ماقد أعجزَ الإفْهَامْ - لاتقربوا الصلاة - ركنٌ من الإسلامْ -لاتقتلوا - لاتشملُ الحُكّامْ وبفقهه الجديدْ قد أسقطَ الصيامْ والحجُ والجهادْ في شبهةِ الحرامْ *** قد بتنا في زمانْ يضجُّ بالزحامْ وباتتْ التفاهةْ شعاره الرنانْ تسري به السفاهةْ كالنار في الهشيمْ في السوقِ في الحاراتِ في وسائلِ الإعلامْ قد شوهتْ لإرثنا القديمْ وشوشتْ ذو اللبِ والحليمْ وأذهلتْ من هولها النساءْ وأوقعتْ في فخّها الشبانْ لتنشرَ الخواءَ والغباءْ ثقافةٌ سطحيةٌٌ بلهاءْ تُغيّبُ الشعوبَ في غياهبِ الظلامْ تقودنا للسّخفِ والعبثيةْ بحجةِ التطورِ العصريةْ أَعَدَّها لئامْ أداتُها التّهرِيجُ والأفلامْ هزليةٍ عاديةْ تغزو بها الأنامْ قد أُحْكِمَتْ في خطةٍ ملعونةٍ خ
  ألا تــباً لأصــحابِ الــمَعَالي --------------------- ألا تــباً لأصــحابِ الــمَعَالي مــن الأنــذالِ أشــباهِ الرجالِ - لــمَنْ لــلرُّومِ قد أمسوا عبيداً ومَــنْ لــلفرسِ بــاتوا كالنِّعالِ - إذا لــمْ يُــنقذوا الأطفالَ حالاً بــغزةَ مــن جــحيمِ الإحتلالِ - فــهلْ يرجون خيراً من عدوٍ من الأخلاقِ والأعرافِ خالي - عــدوٍ غــاشمٍ مــا صانَ عهداً وفــي كــلِّ الــشرائعِ لايبالي - وجــيشٍ يحرقُ الأطفالَ حرقاً ويــبقرُ بَــطْنَ ربَّاتِ الحِجَالِ - ويَــنْزَعُ مِــنْهُمُ الأرواحَ نزعاً فــتمضي للخلودِ إلى الأعالي - فــطــبعُ الــذئبِ غــدَّارٌ لــئيمٌ ورَدْعُــهُ بــالكلامِ مِن المحالِ - ولــكنْ بــالنَفِيرِ بــما استطعتمْ عــلى التَجييشِ من جُنْدٍ ومالِ - فــيهربُ حِــينَها رَهَباً وخوفاً ويُــذْعِنُ لــلسَّلامِ بــلا جــدالٍ - ولــكــنْ قــدْ تــخَاذَلتُمْ فــكُنتمْ لــكلِّ الــمجرمينَ أَبَــا رُغَالِ ----------------- عــبدالناصرعليوي العبيدي
  لاتــقــل  كــش اكــسر رجــلها ------------------- ويــصرخٌ بــالدجاجِ لهُ (يكشُّ) ويَــعْرفُ  أنَّــهُ كــذبٌ و غِــشُّ * أَيَــرْتَدِعُ  الــمُغِيرُ بغيرِ ضَرْبٍ ويُــثْخِنُ  وَجْــهَهُ لــطمٌ وخمشُ * وَتُــكْسَرُ سَــاقَهُ خَــمْسِينَ كَسْرا فــتــصبحُ كــالهَشِيمِ إذا يُــحَشُّ * ومَــا نَــفْعُ الــسلاحِ لدى جبانٍ إذا مــا صــانَهُ عــزمٌ وجــأشُ * ومــا نــفعُ الأمــينِ على بيوتٍ إذا  كــلُّ الــلصوصِ بها تَخشُّ * ومــا نــفعُ العصا في كفِّ راعٍ إذا  مـــا لــلــقطيعِ بــها يــهشُّ * ويَــرْكُلُهُ الــجميعُ مــتى أرادوا فــيــبقى كــالــنعامةِ لا يــنــشُّ * كــأنُّــهُ نــعجةٌ تــخشى نِــطاحاً وأنَّ  غَــرِيمَها في النطحِ كَبشُ * كــديــكِ  فــوقَ مَــزبَلةِ يــنادي أنــا الصنديدُ في الهيجاءِ دَغْشُ * أنــا  الــموتُ الزؤامُ لِمَنْ أتاني ســيحملُهُ  إلــى الأرماسِ نَعْشُ * أنــا فــحلُ الــدجاجِ بــكلِّ فخرٍ أنـــا الــهوجاءُ والــباقونَ قَــشُّ * يــبــاهى بــالفحولةِ كــلَّ فــحلِ وحــتى خــانَهُ الصوتُ الأجشُّ * يــفــتلُّ لــلــشواربِ مِــثلَ هــرٍَ يــظنُّ  بــأنَّهُ في ا
  عَــيْــنَـانِ خَــضْــراوانِ كَالأَلْـمَـاسِ ------------------------------- عَــيْــنَـانِ خَــضْــراوانِ كَــالْأَلْـمَـاسِ بـبـريـقها  تـسـبي قـلـوبَ الـنـاسِ ** كـالـكـوَّتينِ عـلـى مـشـارفِ جَـنَّـةٍ حَـضَـنـاهُـمَا زوجٌ مــــن الأقـــواسِ ** وَكَـأَنَّـهَا فِــي الْـحُسْنِ تـوءَمُ فَـرْقَدٍ لَاحَـتْ عَـلَى الْأَكْوَانِ فِي الأَغْلَاسِ ** أَو ظَـبْـيَـةٌ عِــنْـدَ الـصَّـبَـاحِ تَـخَـبَّأَتْ مِــنْ أَعَـيْنِ الْـحُسَّادِ تَـحْتَ كِـنَاسِ ** أَخْـفَـى الْـحِـجَابُ طَــلَاَوَةً وَنَـضَـارَةً فَــبَـدَتْ  مُـشَـعْشِعَةً كـزَهـرِ الْآسِ ** كـمَـلـيكَةٍ  إِذْمَـــا تَــحَـرَّكَ رِمْـشُـهَا يَــهْــتَــزُّ  آلآفٌ مِــــــنَ الْـــحُــرَّاسِ ** لَــمَّـا  رَنَـــتْ بِـلِـحَاظِهَا وَتَـبَـسَّمَتْ مـاظـلَّ عَـقْـلٌ رَاسِـخٌ فِـي الـرَّاسِ ** أَصَـبَـحْتُ كَـالْْبَهْلُولِ أَمْـشِي تَـائِهًا وَنَـسِـيتُ  بَـعْـدَ غَـرَامِـهَا جُـلَّاسِي ** وَكَـأَنَّـهَا مِــنْ حُـسْنِهَا فِـي لَـحْظَةٍ صَــبَّـتْ  خُــمُـورَ الأَنْـدَرِيـنَ بِـكَـاسِ ** فَـرَضَخْتُ طَـوْعًَا حَـيْثُ ذُبْتُ صَبَابَةً وَأَ
  ياعيدُ عُدْ لديارِنا ياعيدُ ياعيدُ عُدْ لديارِنا ياعيدُ طالَ الأسى، والهم فيك شديد * فمن المحيطِ الى الخليجِ مصائبٌ من هولِها شمُّ الجبالِ تميدُ * أحفادُ طارقَ قد نسُوا غرناطةً وهم الأشاوسُ في القتالِ أسودُ * والقيروانُ تبدَّدتْ أحلامُها فذوى الربيعُ إذِ اعتلاهُ جليدُ * أرضُ الكنانةِ غابَ عنها فارسٌ يُزجي الصفوفَ وللجنودِ يقودُ * ليردَّ طغيانَ المغولِ وظلمَهم مجدَ الرشيدِ إلى البلادِ يعيدُ * يا ربِّ بتنا للضباعِ فريسةً فينا تطيحُ ثعالبٌ وقرودُ * فالقدسُ تصرخُ دونَ نجدةِ ماجدٍ ويعيثُ في مسرى الرسولِ يهودُ * لا شاربٌ يهتزُّ من صرخاتِها بل لا يهبُّ إلى اللقاء جنودُ * وبنو أميةَ كُبِّلتْ فرسانُهم والرومُ يعظُمُ شأنُهم ويزيدُ * والفرسُ تقتلُ في ذراري منذر لا هانئُ يحمي ولا مسعودُ * رحماك ربي إنّ أمةَ يعرُبٍ قد مزّقتْها فرقةٌ وحدودُ * أعِدِ الكرامةَ والعُلا لشعوبِنا تحيا وتُحيي ما بناه جدودُ * وأعدْ إلى أطفالِنا ضَحِكاتِهم فلقدْ سباها القتلُ والتشريدُ *** عبد الناصر عليوي العبيدي
  سار الحجيج ---------------- بـَــاتَ الـحَـجـيجُ يـَضـمُّهمْ عـَرفـاتُ تَــغـشـاهـمُ الأنــــوارُ والــرحـمـاتُ *** أرضٌ مـــبـاركـــةٌ وربٌ غـــافــــرٌ يـاسـعــدهمْ بـصـعـيدهـا قــد بـاتــوا *** مِـن كـلِّ أحْــدَابِ الـبسيطةِ غـادروا وبــمـــكّــةٍ تــتـــجـمّـعُ الأشـــتــاتُ *** فـعـلى الــوجــوهِ بـشـاشةٌ ونَـضَارةٌ وعــلـى الـثّـغـورِ توزَّعتْ بـسـماتُ *** جـــاؤوا لـمــكّةَ والـحــنينُ يـسوقُهمْ لــمّــا رأوهـــا فــاضـتِ الـعَـبَـراتُ *** وتـهـدَّجَـتْ أصـواتـهمْ فــي غَــمـرةٍ عــنْ وصـفـها قــد تـعـجزُ الـكلماتُ *** بــمــآزرِ الإحــرامِ حــيـنَ تـتـوجـوا كـالـثـلـجِ إنْ مُـلِـئَـتْ بــهِ الـفـلــواتُ *** طــافــوا بـبــيـتِ اللهِ مـــثـلَ نـبـيِّـهمْ وعـلـى خـطــاهُ ســارتِ الـخـطواتُ *** ونِـــداؤهـمْ لــلــهِ بــــاتَ مُــوَحّـــداً لا ألــســنٌ مَـــنـعـتْ ولا لــهــجـاتُ *** لَـبـيــكَ ربـــي كـلُّــهـمْ قـــد قــالـهـا بــاسـمِ الإلـــهِ تـعـالــتِ الاصــواتُ *** لــبـيـكَ قــالـوهـا بــصــوتٍ واحـــدٍ ضــجَّـتْ بـهـا الآكــامُ و الـسّـاحاتُ *** لــبــيـكَ قــالــوهـ
طائية شعيط و معيط زَمَــــانٌ فــيــهِ أعْــيـانـا الـبَـطِـيـطُ تَـنـحّـى الـقَـرْمُ وارتَـفَـعَ الـحَـطِيطُ *** (شـعِـيطٌ) بـاتَ يَـحْكمُ فـي الـبرايا وراحَ لـحـالِـهـمْ يَــبْـكـي (مَـعِـيـطُ) *** وأفــــواهُ الــسُّـرَاةِ بــهـا انــغـلاقٌ ولــــم يُـسْـمَـعْ لــهـا إلّا الـنَّـحِـيطُ *** تـحـاشَ الـنـاسَ واسْـلُـكْ غـيـرَفجٍ ولاتَـــحْـــزَنْ إذا بـــــانَ الــخَـلِـيـطُ *** تَـخَـيَّـلْ عَـيـشَنا كــمْ بــاتَ صـعْـباً كــأشـواكٍ بـهـا اِشـتَـبَكَتْ خـيـوطُ *** مُــجَـافَـاةُ الــلِـئَـامِ بــهِــا ارْتِــيَــاحٌ فــــمـــا وَالَاهُــــــمُ إلّا الــعَــبِـيـطُ *** إذا نَــفِـدَ الـحـلـيبُ بـضَـرْعِ شَــاةٍ فـمـا يُـغْـني عــن الـلَـبَنِ الـعَـفِيطُ *** ومَــنْ يَـركـبْ بـرَحْـلٍ فــوقَ دِرْسٍ نـهـايـتـهُ الــتّـدَحْـرجُ و الــسّـقُـوطُ *** لَـعَـمْـرِي مـاعَـلِمْتُ سـمُـوَّ رَهْــطٍ تَــوَلّـى أمْــرَهُـمْ سَــمِـجٌ رَطِــيـطُ *** قــلـيـلُ الــفـعـلِ جَـــوّابُ الـبـرايـا فـــــلا حـــــدٌّ يَــــرُدُّ ولا خــطُــوطُ *** كـتَيسٍ فـي الـسفينةِ بـاتَ نـجماً يــعـظّـمـهُ الــتُـوِي
لست شاعر لاتَـقلْ للنـاسِ إنِّي صـرْتُ شاعرْ فـي بـحـورِ الشعـرِ سباحٌ وماهـرْ *** يـنسجُ الـحـرفَ كــفرسانِ الـهوا يخطفُ الأضواءَ مثلَ النجمِ باهرْ *** بــهـلــوانٌ لايـُـجـارى مــطـلـقـاً سـاحـرٌ قـد يـَقْلـبُ المنديلَ طـائرْ *** إنَّــمـا الـشـعرُ شـعــورٌ صــادقٌ يبعث الاحساس في عمق الضمائرْ *** يـجعل الـحـرف سـلاحــا فـاتـكا نـاصراً لـلحق مـثل الـسيف باتـرْ *** لـم يـكنْ مـحضُ خـيالٍ يــرتجى أو شـعورٍ فـي ثـنايا الـفكرِ خائـرْ *** بـل نـزيفٌ مـن شـرايين الجـوى و جُـمـوحٌ عـارمٌ كـالسيلِ هــادرْ *** أو كـماالأعصارُ يـجـتـاحُ المدى نـاشطاً مـثلَ هـبوبِ الـريحِ ثـائـرْ *** يـستمدُّ الحـبرَ مـن جـرحِ الأسى لـيصوغَ الآهَ لـحناً فـي الـحناجرْ *** هـلْ لنـا نكـتبُ شعـراً في الهـوى وأمــانـينـا تـلاشتْ فـي الـمـقابـرْ *** فـالعيـونُ الخضرُ ماتـتْ خِـلسةً والـرزايا شـيّبتْ سـودَ الـضفائرْ *** لــم تــعدْ أعـشاشُـنا فــي مـأمـنٍ فـغـدونا مثـلَ عـصفورٍ مـهاجرْ *** وئـِــدتْ أحـلامَـنا فــي مَـهـدِها والأســى يـجـثمُ فـيـنا لا يـغـادرْ عبدالناصر عليوي العبيدي
زمان التيه ========= هـــــذا زمـــــانٌ مـــولَــعٌ بــالـتـيـهِ فــيــه الـغـرائـبُ والـعـجـائبُ فــيـه *** قـانــونُه الـرسـميُّ -خــالـفْ أمــةً - بـلـغَتْ حــدودَ الـمـجدِ فـي الـتنْزِيـه *** حـتـى تــكــونَ مـفـكـراً مـتـحـرراً كـــنْ تـابـعـاً لـلـغـربِ مــثـلَ بـنـيـه *** بـعـضُ الـنـساءِ تـفـنّنتْ فــي زيِّـهـا مــاظــلّ شـــيءٌ عِـنــدهـا تُـخْـفــيه *** بـنـطـالُها مــن كــلِّ حـدبٍ صـارخٌ قـــد بـــاتَ مُـحـتـاجاً لِــمَـنْ يـأويـهِ *** فـتـيانُ هـــذا الــعـصرِ مِـثلُ سـفينةٍ فــي الـبـحرِ تَـسْرِي دونــما تـوجيهِ *** تـمـضي سـويــعاتٍ لـتعرفَ جِـنسَهُ مـــن شــدةِ الإيــغالِ فــي الـتـشبيـهِ *** إذْ مـاتـحـدّثَ بـــانَ مــنـهُ مـيـوعـةٌ ويــلــوكُ مــعـجـونَ الـلُّـبَـانِ بـفـيـهِ *** يهـفو إلـى (التكْ توك) يـظهر سخفَه ومـــكـــارمُ الأخــــــلاقِ لاتــعـنـيـه *** مـاضـرَّ لـوحــصرَ الـفـسادَ بـنـفسهِ لـــكـــنْ يـــريــدُ لــغــيـرهِ يُــغْــويـهِ *** إنَّ الـــذي يــدعـو إلــى فـعلِ الـخنا قـــد فـــاقَ بـالإضـرارِ كــلَّ سـفـيهِ *** لــنْ أُصـلـحَ الـكونَ الـكبيرَ بـفك
  مرايا الأمنيات عندما يأتيني طيفُك كطفلٍ خائف ٍ متخفياً بين الأزقّةِ يتحاشى حراسَ المدينةِ متسللاً مع شعاعِ القمرِ عبرَ زجاجِ نوافذِ ذاكرتي الممتلئةِ بجثثِ أشباحِ الماضي ينعكسُ على مرايا الأمنياتِ في غرفتي المظلمةِ كفراشاتِ الفجرِ وهي تعانقُ قطراتِ النّدى على زهورِ الشّوقِ السّكرى بعد سهادٍ طويلٍ في صباحِ نيسان الحائرِ المتشبّعِ برائحةِ الزّهورِ وحبائلِ الشّمسِ الهاربةِ من زنازينِ الغيومِ أقوم أتوضأُ بماءِ الحنين المتدفقِ من كوى الذكرياتِ والتي تخالجُ أفكارَ العشّاقِ لأتخلصَ من أوهامِ القلقِ أتوجهُ إلى محرابِ عينيك خاشعاً دون تردد .. أرددُ تراتيلَ الغرامِ المعتادةِ وأكررُ نفسَ الأورادِ التي كانت تتمتمها دقاتُ قلبِك وهي ترفرفُ كجناحِ عصفورٍ خائفٍ عند كلِّ لقاءٍ تتسارعُ مثلَ حبّاتِ المطرِ حين تحركها الريحُ العاتيةُ بليالي تشرين في صدورِ المحبّين لتنتفيَ الجهاتُ وتتبخرُ الأبعادُ فتستلمُ لقدرِها المحتومِ وتمتزجُ بحبّاتِ التّرابِ ليجرفَها التيارُ الهادرُ إلى عمقِ بحيرةِ الأحلامِ الراكدةِ لايعكرُ صفوَها إلا نقيقُ الضّفادعِ الحاقدةِ فتتلاشى مثلَ ظلامِ الليلِ عند انبثاقِ ضوء الفجرِ وتبقى زهرا
  تائه في مدائن الريح عندما أحدّقُ في مدى آفاق عينك .. أحلّقُ في فضاءاتٍ .. من الياقوت..! إلى حدود انكسار الأبعاد يحملني لكواكب نائية لا تدركها الشمس .. وأرضع من أثداء الغيم نبيذ العشق المعتق بماء الهذيان . فأغرق في أعماق الضياع . تترنح سفني على أمواج الوله الهائج . تتراقص هائمة على أنغام النوارس المتعبة . هاربة من ضجيج الليل إلى عتمة السكون . تتمزق أشرعتي من خلجات القلق . وأبحر عكس الريح إلى مدن النسيان . تلاحقني أشباح الماضي بسيوف الغدر . وشبق الانتقام . فتحاصرني في تابوت مغلق . ليس له مفتاح ..! تتفجر أوردتي بعبوات الخذلان . تتطاير .. شظايا الحنين لتصيب خلايا الوجد في أشلاء الروح فتنزف ألما لا ينضب لا يتوقف نجعٌ يتدفقُ مندفعاً كالإعصار يمتطي جواداً . من قصب يهفو للقاء عفوي . خلف الشرفات الوردية في مساءٍ مختلفٍ لا تغرب عنه الشمس ولا يعرفه إلّا من مارس طقوس الدهشة في كهفٍ مهجور *** عبد الناصر عليوي العبيدي
غيّرني حبُّك    غيّرني حبُّك غيّرني أثقلني راحَ يزلزلني وبدأت أثورْ لأمزقَ ماضي أوراقي ويزيدُ الحزنُ بأعماقي فأعودُ لتيهي وضياعي وشجونٍ زادت أوجاعي كي تطغى ثورةُ أشواقي فالقادمُ من عمري الباقي يحتاجُ كثيرْ أحتاجُ حياةً ورديةْ ولحبِّ امرأةٍ شرقيّةْ تسكرني خمرةُ عينيها ذات العينين العسليّةْ وضفائرُ شعرٍ غجريّةْ فأصير أميرْ فتغيّر طبعي وطباعي وتشبُّ النارَ بأضلاعي كالنار بكيرْ تأتي بسحائبَ صيفيًَة تقلّبُ أشواكي البريّة لحقولِ زهورْ تحدثُ زلزالاً بحياتي تضعُ القنديلَ بمشكاتي فتزولُ العتمةُ من ذاتي ويفيضُ النّورْ لتُعيدَ لليلي أحلاماً وتزيدُ لعمري أياماً قد كانت عندي أوهاماً ومحال تصيرْ غيرني حبُّك سيدتي لأكونَ جديدْ أنسى آلآمي أحزاني أنسى التعقيدْ حبُّك قد أصبحَ معجزةً قلبي المحزون غدا فرحاً أصبحت سعيدْ من أين أتيتِ بهذا السّحرِ … وهذا التأثيرْ....! قدري أن أهوى ساحرةً ويظلُّ بها قلبي مسحورْ معجزةٌ لم تتكررْ في الماضي المأثورْ معجزةٌ لن تتكرر في الزمنِ المنظورْ عبدالناصر عليوي العبيدي