مرايا الأمنيات عندما يأتيني طيفُك كطفلٍ خائف ٍ متخفياً بين الأزقّةِ يتحاشى حراسَ المدينةِ متسللاً مع شعاعِ القمرِ عبرَ زجاجِ نوافذِ ذاكرتي الممتلئةِ بجثثِ أشباحِ الماضي ينعكسُ على مرايا الأمنياتِ في غرفتي المظلمةِ كفراشاتِ الفجرِ وهي تعانقُ قطراتِ النّدى على زهورِ الشّوقِ السّكرى بعد سهادٍ طويلٍ في صباحِ نيسان الحائرِ المتشبّعِ برائحةِ الزّهورِ وحبائلِ الشّمسِ الهاربةِ من زنازينِ الغيومِ أقوم أتوضأُ بماءِ الحنين المتدفقِ من كوى الذكرياتِ والتي تخالجُ أفكارَ العشّاقِ لأتخلصَ من أوهامِ القلقِ أتوجهُ إلى محرابِ عينيك خاشعاً دون تردد .. أرددُ تراتيلَ الغرامِ المعتادةِ وأكررُ نفسَ الأورادِ التي كانت تتمتمها دقاتُ قلبِك وهي ترفرفُ كجناحِ عصفورٍ خائفٍ عند كلِّ لقاءٍ تتسارعُ مثلَ حبّاتِ المطرِ حين تحركها الريحُ العاتيةُ بليالي تشرين في صدورِ المحبّين لتنتفيَ الجهاتُ وتتبخرُ الأبعادُ فتستلمُ لقدرِها المحتومِ وتمتزجُ بحبّاتِ التّرابِ ليجرفَها التيارُ الهادرُ إلى عمقِ بحيرةِ الأحلامِ الراكدةِ لايعكرُ صفوَها إلا نقيقُ الضّفادعِ الحاقدةِ فتتلاشى مثلَ ظلامِ الليلِ عند انبثاقِ ضوء الفجرِ وتبقى زهرا
  تائه في مدائن الريح عندما أحدّقُ في مدى آفاق عينك .. أحلّقُ في فضاءاتٍ .. من الياقوت..! إلى حدود انكسار الأبعاد يحملني لكواكب نائية لا تدركها الشمس .. وأرضع من أثداء الغيم نبيذ العشق المعتق بماء الهذيان . فأغرق في أعماق الضياع . تترنح سفني على أمواج الوله الهائج . تتراقص هائمة على أنغام النوارس المتعبة . هاربة من ضجيج الليل إلى عتمة السكون . تتمزق أشرعتي من خلجات القلق . وأبحر عكس الريح إلى مدن النسيان . تلاحقني أشباح الماضي بسيوف الغدر . وشبق الانتقام . فتحاصرني في تابوت مغلق . ليس له مفتاح ..! تتفجر أوردتي بعبوات الخذلان . تتطاير .. شظايا الحنين لتصيب خلايا الوجد في أشلاء الروح فتنزف ألما لا ينضب لا يتوقف نجعٌ يتدفقُ مندفعاً كالإعصار يمتطي جواداً . من قصب يهفو للقاء عفوي . خلف الشرفات الوردية في مساءٍ مختلفٍ لا تغرب عنه الشمس ولا يعرفه إلّا من مارس طقوس الدهشة في كهفٍ مهجور *** عبد الناصر عليوي العبيدي
غيّرني حبُّك    غيّرني حبُّك غيّرني أثقلني راحَ يزلزلني وبدأت أثورْ لأمزقَ ماضي أوراقي ويزيدُ الحزنُ بأعماقي فأعودُ لتيهي وضياعي وشجونٍ زادت أوجاعي كي تطغى ثورةُ أشواقي فالقادمُ من عمري الباقي يحتاجُ كثيرْ أحتاجُ حياةً ورديةْ ولحبِّ امرأةٍ شرقيّةْ تسكرني خمرةُ عينيها ذات العينين العسليّةْ وضفائرُ شعرٍ غجريّةْ فأصير أميرْ فتغيّر طبعي وطباعي وتشبُّ النارَ بأضلاعي كالنار بكيرْ تأتي بسحائبَ صيفيًَة تقلّبُ أشواكي البريّة لحقولِ زهورْ تحدثُ زلزالاً بحياتي تضعُ القنديلَ بمشكاتي فتزولُ العتمةُ من ذاتي ويفيضُ النّورْ لتُعيدَ لليلي أحلاماً وتزيدُ لعمري أياماً قد كانت عندي أوهاماً ومحال تصيرْ غيرني حبُّك سيدتي لأكونَ جديدْ أنسى آلآمي أحزاني أنسى التعقيدْ حبُّك قد أصبحَ معجزةً قلبي المحزون غدا فرحاً أصبحت سعيدْ من أين أتيتِ بهذا السّحرِ … وهذا التأثيرْ....! قدري أن أهوى ساحرةً ويظلُّ بها قلبي مسحورْ معجزةٌ لم تتكررْ في الماضي المأثورْ معجزةٌ لن تتكرر في الزمنِ المنظورْ عبدالناصر عليوي العبيدي
(سَـنْدريلا) تَـعَـالـيْ وَاهْـطُـلِـي مَـطَـراً وَطَــلّا فَــإِنَّ الْـمَـحْلَ فِــي الْأَرجــاءِ  حَـلّا وَإِنَّ الــــــرُّوحَ أَتْــلَـفَـهَـا جَـــفَــافٌ وَلَـــمْ أَعْـــرِفْ لِــهَـذَا الـلُّـغْزُ  حَــلّا فـطيفك فـي الـمنامِ أتـى  بقربي فـصـاحَ الـقـلبُ هَــلَّا جـئـتِ  هَـلّا تَـعَـالِـيْ غَـيْـمَـةً بـيـضـاءَ حُـبْـلَـى وَأَلْـقِـي فِـي هَـجِيرِ الـصَّيف  ظِـلّا تَـعَـالـي وَازْرَعِــي طَـلْـحَاً  وقَـمْـحًا بِـــصَـــدْرِي أو ريــاحــيـنـاً وَفُـــــلّا تـعالي واملئي عَطْشى  الخوابي بــمـاءٍ مـــن رُضَـابك قــد  تَـحـلّى فـتُـسْكِرني الـشِّـفاهُ بـغـيرِ  خَـمْرٍ وقـــدْ نَـضَـجَـتْ كـعُـنْـقُودٍ تــدَلّـى تَـعَـاليْ وَاسْـكُـنِي أَعْـمَـاقَ  قَـلْبٍ مِــنْ الْـهِـجْرَانِ عَـانَـى فَـاضْـمَحَلّا فَـفِـي سُـكْـنَاكِ يَـزْهُو مِـنْ جَـدِيدٍ يَـعُـودُ الَــى الْـحَيَاةِ عَـسَى وَعَـلَّا نَــهَـارِي فِــي غِـيَـابِكِ بَــاتَ  لَـيْـلًا وَعَيْشي في الورى أمسى مُمِلّا أَقُـــولُ لِـخَـافِـقِي يَـكْـفِـيكَ  تَـيـهًـا فَـلَنْ تَـحْظَى بِـمَنْ قَـدْ كَـانَ  وَلّـى فــدعْ عـنكَ الـهو
غـــابَ الـضـمـيرُ غـــابَ الـضـمـيرُ فـعـربدَ الانـسـانُ واِسْـتَـفْـحَلَ الْـجَـبَـرُوتُ وَالـطُّـغْيَانُ فــأَحَــلَّ كُـــلَّ مــقـدّسٍ ومــحـرّمٍ وأَتَــى بِـمَـا قَــدْ يَـعْـجَزُ الـشَّيْطَانُ غـــدتِ الـحـياةُ كـأنـنا فــي غـابـةٍ ولِـكُـلِّ فَــرْدٍ فِــي الْــوَرَى مِـيـزَانٌ وَغَــدَا الـنِّـفَاقُ فَـرِيضَةً فـي ديـننا مــــن غــيــره لايـكـمـلُ الْإيــمَـانُ الـسِّـجْنُ مـثـوًى لـلّـصُوصِ وَإِنَّـمَـا الــلِّــصُّ فِــــي أيــامـنـا سَــجَّــانُ فَهُوَ الَّذِي يُفْتِي وَيَحْكُمُ في الورى وَهُـــوَ الْـمُـقَدَّرُ وَالْـعَـظِيمُ الـشَّـأْنُ وَلَــــهُ الْـمَـنَـابِـرِ يَـعْـتَـلِيهَا وَاعِــظًـا يــرمـي الـسـمومَ كـأنَّـهُ الـثـغبانُ فـمـتـى الـثَّـعَالِبُ لِـلـدَّجَاجِ أَمـيـنَةً وبـقـربـها قــد تـأنـسُ الـصـيصانُ والـذئبُ يـرعى بالنعاجِ على الذرى أبِــعَـدْلِ ذِئْـــبٍ تَـطْـمَـحُ الْـخِـرْفَانُ شَــرُّ الْـبَلِيَّةِ حِـينَ تُـضْحِكُ مـكرهاً وَالــصَّــدْرُ تَــمْـلَأُ قَـلْـبَـهُ الْأحْـــزَانُ لاخَـيْـرَ يَُـرجـى والـنّفُوسُ مـريضةٌ فَـالْـخَيْرُ يَـأْتِـي إِنْ سَـمَـا ال