ياعيدُ عُدْ لديارِنا ياعيدُ ياعيدُ عُدْ لديارِنا ياعيدُ طالَ الأسى، والهم فيك شديد * فمن المحيطِ الى الخليجِ مصائبٌ من هولِها شمُّ الجبالِ تميدُ * أحفادُ طارقَ قد نسُوا غرناطةً وهم الأشاوسُ في القتالِ أسودُ * والقيروانُ تبدَّدتْ أحلامُها فذوى الربيعُ إذِ اعتلاهُ جليدُ * أرضُ الكنانةِ غابَ عنها فارسٌ يُزجي الصفوفَ وللجنودِ يقودُ * ليردَّ طغيانَ المغولِ وظلمَهم مجدَ الرشيدِ إلى البلادِ يعيدُ * يا ربِّ بتنا للضباعِ فريسةً فينا تطيحُ ثعالبٌ وقرودُ * فالقدسُ تصرخُ دونَ نجدةِ ماجدٍ ويعيثُ في مسرى الرسولِ يهودُ * لا شاربٌ يهتزُّ من صرخاتِها بل لا يهبُّ إلى اللقاء جنودُ * وبنو أميةَ كُبِّلتْ فرسانُهم والرومُ يعظُمُ شأنُهم ويزيدُ * والفرسُ تقتلُ في ذراري منذر لا هانئُ يحمي ولا مسعودُ * رحماك ربي إنّ أمةَ يعرُبٍ قد مزّقتْها فرقةٌ وحدودُ * أعِدِ الكرامةَ والعُلا لشعوبِنا تحيا وتُحيي ما بناه جدودُ * وأعدْ إلى أطفالِنا ضَحِكاتِهم فلقدْ سباها القتلُ والتشريدُ *** عبد الناصر عليوي العبيدي
  سار الحجيج ---------------- بـَــاتَ الـحَـجـيجُ يـَضـمُّهمْ عـَرفـاتُ تَــغـشـاهـمُ الأنــــوارُ والــرحـمـاتُ *** أرضٌ مـــبـاركـــةٌ وربٌ غـــافــــرٌ يـاسـعــدهمْ بـصـعـيدهـا قــد بـاتــوا *** مِـن كـلِّ أحْــدَابِ الـبسيطةِ غـادروا وبــمـــكّــةٍ تــتـــجـمّـعُ الأشـــتــاتُ *** فـعـلى الــوجــوهِ بـشـاشةٌ ونَـضَارةٌ وعــلـى الـثّـغـورِ توزَّعتْ بـسـماتُ *** جـــاؤوا لـمــكّةَ والـحــنينُ يـسوقُهمْ لــمّــا رأوهـــا فــاضـتِ الـعَـبَـراتُ *** وتـهـدَّجَـتْ أصـواتـهمْ فــي غَــمـرةٍ عــنْ وصـفـها قــد تـعـجزُ الـكلماتُ *** بــمــآزرِ الإحــرامِ حــيـنَ تـتـوجـوا كـالـثـلـجِ إنْ مُـلِـئَـتْ بــهِ الـفـلــواتُ *** طــافــوا بـبــيـتِ اللهِ مـــثـلَ نـبـيِّـهمْ وعـلـى خـطــاهُ ســارتِ الـخـطواتُ *** ونِـــداؤهـمْ لــلــهِ بــــاتَ مُــوَحّـــداً لا ألــســنٌ مَـــنـعـتْ ولا لــهــجـاتُ *** لَـبـيــكَ ربـــي كـلُّــهـمْ قـــد قــالـهـا بــاسـمِ الإلـــهِ تـعـالــتِ الاصــواتُ *** لــبـيـكَ قــالـوهـا بــصــوتٍ واحـــدٍ ضــجَّـتْ بـهـا الآكــامُ و الـسّـاحاتُ *** لــبــيـكَ قــالــوهـ
طائية شعيط و معيط زَمَــــانٌ فــيــهِ أعْــيـانـا الـبَـطِـيـطُ تَـنـحّـى الـقَـرْمُ وارتَـفَـعَ الـحَـطِيطُ *** (شـعِـيطٌ) بـاتَ يَـحْكمُ فـي الـبرايا وراحَ لـحـالِـهـمْ يَــبْـكـي (مَـعِـيـطُ) *** وأفــــواهُ الــسُّـرَاةِ بــهـا انــغـلاقٌ ولــــم يُـسْـمَـعْ لــهـا إلّا الـنَّـحِـيطُ *** تـحـاشَ الـنـاسَ واسْـلُـكْ غـيـرَفجٍ ولاتَـــحْـــزَنْ إذا بـــــانَ الــخَـلِـيـطُ *** تَـخَـيَّـلْ عَـيـشَنا كــمْ بــاتَ صـعْـباً كــأشـواكٍ بـهـا اِشـتَـبَكَتْ خـيـوطُ *** مُــجَـافَـاةُ الــلِـئَـامِ بــهِــا ارْتِــيَــاحٌ فــــمـــا وَالَاهُــــــمُ إلّا الــعَــبِـيـطُ *** إذا نَــفِـدَ الـحـلـيبُ بـضَـرْعِ شَــاةٍ فـمـا يُـغْـني عــن الـلَـبَنِ الـعَـفِيطُ *** ومَــنْ يَـركـبْ بـرَحْـلٍ فــوقَ دِرْسٍ نـهـايـتـهُ الــتّـدَحْـرجُ و الــسّـقُـوطُ *** لَـعَـمْـرِي مـاعَـلِمْتُ سـمُـوَّ رَهْــطٍ تَــوَلّـى أمْــرَهُـمْ سَــمِـجٌ رَطِــيـطُ *** قــلـيـلُ الــفـعـلِ جَـــوّابُ الـبـرايـا فـــــلا حـــــدٌّ يَــــرُدُّ ولا خــطُــوطُ *** كـتَيسٍ فـي الـسفينةِ بـاتَ نـجماً يــعـظّـمـهُ الــتُـوِي
لست شاعر لاتَـقلْ للنـاسِ إنِّي صـرْتُ شاعرْ فـي بـحـورِ الشعـرِ سباحٌ وماهـرْ *** يـنسجُ الـحـرفَ كــفرسانِ الـهوا يخطفُ الأضواءَ مثلَ النجمِ باهرْ *** بــهـلــوانٌ لايـُـجـارى مــطـلـقـاً سـاحـرٌ قـد يـَقْلـبُ المنديلَ طـائرْ *** إنَّــمـا الـشـعرُ شـعــورٌ صــادقٌ يبعث الاحساس في عمق الضمائرْ *** يـجعل الـحـرف سـلاحــا فـاتـكا نـاصراً لـلحق مـثل الـسيف باتـرْ *** لـم يـكنْ مـحضُ خـيالٍ يــرتجى أو شـعورٍ فـي ثـنايا الـفكرِ خائـرْ *** بـل نـزيفٌ مـن شـرايين الجـوى و جُـمـوحٌ عـارمٌ كـالسيلِ هــادرْ *** أو كـماالأعصارُ يـجـتـاحُ المدى نـاشطاً مـثلَ هـبوبِ الـريحِ ثـائـرْ *** يـستمدُّ الحـبرَ مـن جـرحِ الأسى لـيصوغَ الآهَ لـحناً فـي الـحناجرْ *** هـلْ لنـا نكـتبُ شعـراً في الهـوى وأمــانـينـا تـلاشتْ فـي الـمـقابـرْ *** فـالعيـونُ الخضرُ ماتـتْ خِـلسةً والـرزايا شـيّبتْ سـودَ الـضفائرْ *** لــم تــعدْ أعـشاشُـنا فــي مـأمـنٍ فـغـدونا مثـلَ عـصفورٍ مـهاجرْ *** وئـِــدتْ أحـلامَـنا فــي مَـهـدِها والأســى يـجـثمُ فـيـنا لا يـغـادرْ عبدالناصر عليوي العبيدي
زمان التيه ========= هـــــذا زمـــــانٌ مـــولَــعٌ بــالـتـيـهِ فــيــه الـغـرائـبُ والـعـجـائبُ فــيـه *** قـانــونُه الـرسـميُّ -خــالـفْ أمــةً - بـلـغَتْ حــدودَ الـمـجدِ فـي الـتنْزِيـه *** حـتـى تــكــونَ مـفـكـراً مـتـحـرراً كـــنْ تـابـعـاً لـلـغـربِ مــثـلَ بـنـيـه *** بـعـضُ الـنـساءِ تـفـنّنتْ فــي زيِّـهـا مــاظــلّ شـــيءٌ عِـنــدهـا تُـخْـفــيه *** بـنـطـالُها مــن كــلِّ حـدبٍ صـارخٌ قـــد بـــاتَ مُـحـتـاجاً لِــمَـنْ يـأويـهِ *** فـتـيانُ هـــذا الــعـصرِ مِـثلُ سـفينةٍ فــي الـبـحرِ تَـسْرِي دونــما تـوجيهِ *** تـمـضي سـويــعاتٍ لـتعرفَ جِـنسَهُ مـــن شــدةِ الإيــغالِ فــي الـتـشبيـهِ *** إذْ مـاتـحـدّثَ بـــانَ مــنـهُ مـيـوعـةٌ ويــلــوكُ مــعـجـونَ الـلُّـبَـانِ بـفـيـهِ *** يهـفو إلـى (التكْ توك) يـظهر سخفَه ومـــكـــارمُ الأخــــــلاقِ لاتــعـنـيـه *** مـاضـرَّ لـوحــصرَ الـفـسادَ بـنـفسهِ لـــكـــنْ يـــريــدُ لــغــيـرهِ يُــغْــويـهِ *** إنَّ الـــذي يــدعـو إلــى فـعلِ الـخنا قـــد فـــاقَ بـالإضـرارِ كــلَّ سـفـيهِ *** لــنْ أُصـلـحَ الـكونَ الـكبيرَ بـفك