الغروب في عينيك قراءة نقدية

 

الغروب في عينيك   قراءة نقدية

الغروب في عينيك قراءة نقدية


------
وَفِـي عَـيْنَيْكِ يَـنْطَفِئُ الْغُرُوبُ
وَتُشْرِقُ أَلْفُ شَمْسٍ لَا تَغِيبُ
-
وَتَـرْتَجِفُ الْـكَوَاكِبُ فِي ذُهُولٍ
كَـــأَنَّ أَصَـابَـهَـا أَمْـــرٌ رَهِــيـبُ
-
إِذَا تَرْمِي مِنَ الْأَحْدَاقِ سَهْمًا
مُــحَـالٌ رَمْـيُـهَا يَـوْمًـا يَـخِـيبُ
-
فَـفِـي أَهْـدَابِهَا شُـطْآنُ وَجْـدٍ
إِذَا نَـــادَتْ أَصَــمًّـا يَـسْـتَجِيبُ
-
إِذَا رَمَـشَتْ جُـفُونُكِ لَاحَ فَـجْرٌ
سَـتُزْهِرُ فِـي مَلَامِحِهِ الدُّرُوبُ
-
فَـإِنَّـكِ حِـينَ تَـمْشِينَ اخْـتِيَالًا
بِـجَـوْفِ الْـقَلْبِ يَـزْدَادُ الـلَّهِيبُ
-
وَفِـي أَنْـفَاسِكِ الْـعَذْرَاءِ نُسْكٌ
بِـهَا الْـوِلْدَانُ مِـنْ وَلَـهٍ تَشِيبُ
-
أُطَــرِّزُ جُـرْحَ قَـلْبِي نَـبْضَ بَـوْحٍ
وَفِـي وَجَـعِي جُـرُوحٌ لَا تَطِيبُ
-
فَـفِـيكِ الْـمَـاءُ يَـكْـتُبُنِي أَنِـيـنًا
لِتَسْمَعَ هَمْسَهُ الرِّيحُ اللَّعُوبُ
-
شِـفَـاهٌ مِـثْـلُ أَزْهَــارِ الْـبَرَارِي
مِــنَ الْـبَـتَلَاتِ تَـنْثَالُ الـطُّيُوبُ
-
فَـصَوْتُكِ نَـغْمَةُ الْـوَتَرِ الْـمُعَنَّى
إِذَا يَــشْـدُو يَــغَـارُ الْـعَـنْـدَلِيبُ
-
كَأَنَّ الْخَمْرَ مِنْ عَيْنَيْكِ يُسْقَى
فَـتَسْكَرُ مِـنْ مَـفَاتِنِهَا الْـقُلُوبُ
-
إِذَا أَغْـفُـو عَـلَـى كَـفَّيْكِ أَغْـدُو
كَـطِـفْلٍ هَــدَّهُ نَـعَسٌ عَـجِيبُ
-
فَفِي رَدَهَاتِ صَدْرِكِ مَهْدُ ضَوْءٍ
يُـهَـدْهِـدُهُ  إِذَا بَـــدَأَ الـنَّـحِـيبُ
-
أَنَـا طِـفْلُ الْهَوَى، زَادِي حَنِينٌ
يُـغَـذِّينِي إِذَا انـقـطعَ الْـحَلِيبُ
-
وَفِـي عَـيْنَيْكِ أَسْفَارُ الْمَعَانِي
يُـحَارُ بِـكَشْفِهَا الْفَطِنُ اللَّبِيبُ
-
أُحِـبُّـكِ لَا لِـشَـيْءٍ غَـيْـرَ أَنِّـي
أُحِـبُّ، وَفِـي الْـمَحَبَّةِ لَا أَثُـوبُ
-
كَـأَنَّكِ كُـلُّ مَـا رَجَـفَتْ عُرُوقِي
دَوَاءٌ فِـيـهِ أَوْصَـانِـي الـطَّـبِيبُ
-
تَعَالَيْ فِي الْحَقِيقَةِ دُونَ وَهْمٍ
كَفَى يَجْتَاحُنِي الْوَعْدُ الْكَذُوبُ
-
فَحُبُّكِ مِثْلُ وَشْمٍ فِي عُرُوقِي
سَـيَـبْقَى لَا يُــزَالُ وَلَا يَــذُوبُ
---
عبدالناصر عليوي العبيدي

قراءة نقدية
لغة شعريّة عذبة سائغة لاتكلّف فيها ولاتصنّع ،تنساب إلينا رقيقة صافية .
لقد افتنّ في وصف حبيبته ،افتنّ في تصويرها ،وتجسيد مفاتنها ،والهيام بها .
ولديه قدرة خارقة على التصوير من صوره المعبّرة ،وخياله العالي المجنّح ( في عينيك ينطفىء الغروب،تشرق ألف شمس ،إذا ترمي من الأحداق سهماً محال أن يخيب ،في أهدابها شطآن وجد ، إذا رمشت جفونها لاح فجر ،ستزهر في ملامحه الدروب ، شفاه مثل أزهار البراري ،صوتها نغمة الوتر المعنّى إذا يشدو يغار العندليب ، كأنّ الخمر من عينيها يسقي فتسكر القلوب ، وحبّها مثل وشم في العروق . . . . الخ)
لقد أضفى عليها من إبداع ريشه ،وحرارة عاطفته ،ما جعلها لوحة مكتملة الصفات والجمال.
لقد جعل من حبيبته مالكاً يفيض سحراً وجمالاً ورقّةً وطهراً وشفافيّة فهي الحياة في أبهى صورها وأحفلها بالبهجة والإشراق .
- شاعر أصيل مطبوع ،له أسلوبه الشعريّ المتميّز ،وحبّه صادق ونقيّ وطاهر ،يذكّرنا بحبّ العذريين ،يمتح من معين صاف لاينضب .
طاب المنهل العذب ، تحيّاتي الخالصة لك

خضر ابو ماجد

ليست هناك تعليقات